عالم رقمي ما بعد الجائحة: توفير الإنترنت في المدارس النائية في قيرغيزستان

لقد أصبح عالم ما بعد الجائحة رقميًا.
وفقًا لمشروع "كونكت"، وهو عبارة عن مبادرة تقودها اليونيسف لتهيئة التوصيل بالإنترنت في المدارس حول العالم، فإن 1٪ من المدارس في قيرغيزستان لا تزال غير قادرة على الوصول إلى الشبكة العالمية.
يقع العديد من هذه المدارس في مناطق يصعب الوصول إليها، بما في ذلك قرية زاردالي المنعزلة في جبال جنوب قيرغيزستان.
زاردالي هي موطن لحوالي 150 شخصًا يعيشون من دون كهرباء أو تلفزيون أو راديو أو إنترنت. تقع زاردالي في أعالي الجبال، ولا يمكن الوصول إليها حتى بالسيارة. إن المسار الجبلي الصخري هو الطريق المباشر الوحيد إلى القرية، وتُعدّ الحمير أكثر وسائل النقل الموثوقة.
كما أن عدم توافر القدرة على الاتصال بشبكة الإنترنت في زاردالي يثني السائحين عن زيارتها. غالبًا ما تكون بيوت الضيافة شاغرة، ونادرًا ما يرى الأجداد الذين يعيشون في زاردالي أحفادهم الذين يفضلون أن يبقوا متصلين بشبكة الإنترنت. سيحقق النفاذ إلى الإنترنت أيضًا فوائد إيجابية في مجال الرعاية الصحية وطب الطوارئ، ما يساعد على توصيل السكان المحليين بالمساعدة الطبية الحيوية وتحديد المواعيد الإلكترونية عبر الفيديو لأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية للغاية.
ومع ذلك، فإن الافتقار إلى الربط بشبكة الانترنت لم يجرّد سكان زاردالي من إبداعهم. ففي محاولة للتغلب على هذه المشكلة، تم اقتراح العديد من الأفكار المبتكرة.

من بين الأفكار التي طُرحت مبادرة "الإنترنت في صندوق": جهاز يخزن مكتبة رقمية ضخمة، بما في ذلك مواد من أكاديمية خان في قيرغيزستان، بالإضافة إلى الآلاف من الدروس الرقمية والصوتية والكتب الإلكترونية وصفحات ويكيبيديا بالقيرغيزية، الروسية، والإنجليزية.
لا تعالج مبادرة الإنترنت في صندوق مشكلة الاتصال فحسب، بل تساعد أيضًا في نقل التراث الثقافي القرغيزستاني، ما يتيح للناس مشاهدة الرسوم الكاريكاتورية النادرة في قيرغيزستان، والتي يصعب الوصول إلى العديد منها.
تعلّم السكان المحليون المبدعون أيضًا حماية أجهزتهم من الأحوال الجوية القاسية في المنطقة عبر استخدام زجاجات بلاستيكية لحماية الأسلاك الحية.

قبل انتشار الوباء، قام فريق من جمعية الإنترنت في قيرغيزستان برحلة إلى زاردالي على ظهر الحمير للاطلاع على طريقة عمل الأجهزة المتصلة بفضل مبادرة الإنترنت في صندوق. للتأكد من توفير طاقة كافية للأجهزة، أحضر الفريق لوحًا شمسيًا كبيرًا تم حمله يدويًا طوال الطريق.
لتوصيل بقية المدارس في قيرغيزستان بالإنترنت، أطلق مشروع غيغا المشترك بين اليونيسف والاتحاد الدولي للاتصالات، بالتعاون مع حكومة جمهورية قيرغيزستان، دعوة مفتوحة إلى مقدمي الخدمات المحليين لتأمين الاتصال بشبكة الإنترنت للمدارس الـ13 التي يصعب الوصول إليها في البلاد.
على الرغم من مواجهة بعض العقبات الأولية بسبب صعوبة العثور على مقدمي خدمات، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالتكلفة الباهظة لربط هذه المناطق النائية والتحديات التي تواجه العمل في ظروف الشتاء القاسية، استمرت مبادرة غيغا في استكشاف طرق جديدة لربط آخر 1٪ من المدارس في قيرغيزستان بشبكة الإنترنت.

بالتعاون مع جمعية الإنترنت في قرغيزستان، يعمل مشروع غيغا على تطوير دليل إرشادي لحلول الارتباط الالكتروني ونماذج عمل لاختبار الإنترنت وتوفيرها للمدارس في المناطق النائية والجبلية في قيرغيزستان. من خلال دمج خبرات اليونيسف في مجالي التعليم والمشتريات، وخبرات الاتحاد الدولي للاتصالات في مجالي اللوائح والسياسات، وقدرة القطاع الخاص على توسيع نطاق الحلول التقنية، تسعى مبادرة غيغا، بالتعاون مع حكومة قيرغيزستان، إلى توفير الربط بالإنترنت على نحو مستدام وبأسعار معقولة للمدارس الجبلية المتبقية في البلاد، ما يسمح بتوسيع فوائد الاتصال الالكتروني للمجتمعات المحيطة.
كتبت هذه القصة في الأصل لمياء فرح، وقد تم تعديلها من قبل فريق التحرير في مكتب التنسيق الإنمائي.
لمعرفة المزيد عن عمل الأمم المتحدة في قيرغيزستان، قم بزيارة: Kyrgyzstan.UN.org.