أربع نساء وفتيات في طليعة العمل المناخي في الأردن
تتأثر النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم بآثار تغير المناخ. في الأردن، تلعب النساء دورًا رئيسيًا في التصدي للتهديدات المرتبطة بالمناخ في مجتمعاتهن.
نسلط في هذه المقالة الضوء على أربع نساء يقدن المعركة ضد تغير المناخ، ونتعرف إلى الأساليب المختلفة التي يستخدمنها لدفع العمل في مجتمعاتهن المحلية.
إزكاء الوعي
ليان البيروتي: "إزكاء الوعي هو مفتاح حماية البيئة".
تقول ليان البيروتي، لاجئة فلسطينية وطالبة في مدرسة البقعة الإعدادية للبنات التابعة للأونروا في الأردن: "أعتقد أن إزكاء الوعي هو المفتاح لحماية البيئة، ولهذا خطرت لي فكرة إنتاج هذا الفيديو".
قررت ليان تقديم مقطع فيديو خاص بها إلى مشروع اليونيسف البيئي تحت شعار تقليل المواد البلاستيكية. أثار مقطع الفيديو إعجاب الحكام وضمن فوزها بالجائزة الأولى من بين 300 مشارك من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تقول ليان: "قررت إنتاج فيديو للرسوم المتحركة لأنني أردت مخاطبة أقراني بطريقة مختلفة وإلهامهم ليكونوا مثلي، مهتمين بحماية البيئة".
تضمّن مقطع الفيديو القصير والمتحرك مقاطع ومقابلات مع زملائها في الفصل، حيث يتشاركون قصصهم الخاصة حول سبب أهمية العمل المناخي.
كما عرض الفيديو بعض أفضل الممارسات حول كيفية تقليل استخدام المنتجات البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة، وتشجيع المزيد من الأشخاص على إعادة التدوير وإلهام المجتمع لاتخاذ إجراءات تساعد على تقليل التلوث وحماية الحيوانات والموائل المحلية.
تضيف ليان: "أشعر بالحزن عندما أشاهد على التلفزيون أو الإنترنت التأثير السلبي للنفايات البلاستيكية على الحياة البرية لكوكبنا. يمكننا تغيير ذلك. نحن بحاجة لإنقاذ كوكبنا. إنها مسؤوليتنا".
اقرأ قصة ليان الكاملة كما نُشرت في الأصل على موقع الأمم المتحدة في الأردن.
التركيز على الزراعة
عايدة سلامة: "أتمنى أن أبني حياة أكثر استدامة لعائلاتنا ومجتمعنا".

انضمت عايدة سلامة البالغة من العمر 49 عامًا إلى مركز الواحة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الطفيلة بجنوب الأردن كمعلمة زراعية. باعتبارها مزارعة تملك الخبرة والشغف، توفر عايدة التدريب الزراعي للنساء في مجتمعها، وتعلمهن مهارات جديدة وتشجعهن على بدء أعمالهن التجارية الخاصة.
"لطالما كانت الزراعة شغفي. لم تكن درجاتي عالية بما يكفي لكي أتسجل في برنامج البكالوريوس، لكن هذا لم يمنعني من الحصول على شهادتي في إنتاج الخضروات. كنت أملك خبرة التدريب المهني في المدارس لبضعة أشهر، لكنها لم تكن دائمة. أردت أن أكمل تعليمي العالي، وكان زوجي يدعمني، لكن ذلك لم يكن ممكنًا بسبب التكلفة الباهظة".
بقيت عايدة في المنزل لسنوات عدة تعتني بأسرتها في الطفيلة. عندما سمعت عن فرص العمل المعروضة في مركز الواحة، تحمست جدًا للمشاركة. شجعها اهتمامها الكبير بالزراعة ورغبتها في مشاركة معارفها مع النساء الأخريات في المجتمع على تقديم طلبها.
"أنا أملك دفيئة وأعتقد أنه سيكون من الجيد مشاركة معرفتي مع نساء أخريات في المجتمع. في الواحة، أقوم بتدريب زميلاتي على أساسيات الزراعة، وكذلك الغرس والحراثة. يشمل التدريب أيضًا فوائد الدفيئة، واستخدام الأدوات والمعدات المختلفة، وكيفية زراعة المحاصيل واستخدام الأسمدة لزيادة الإنتاجية، حتى تتمكن النساء من البدء في تطبيق مهاراتهن في أعمالهن الزراعية".
اقرأ قصة عايدة الكاملة كما نُشرت في الأصل على موقع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
الطاقة المستدامة
بسمة الشطي: "المجتمعات المحلية في المناطق الريفية هي الأكثر تضررًا من تغير المناخ".
لا يزال الرجال يهيمنون على قطاع الطاقة المستدامة في الأردن، حيث يشغلون العديد من الأدوار الفنية والقيادية الرئيسية. ونتيجة لذلك، كانت مشاركة المرأة في هذا القطاع محدودة تقليديًا.
ولكن بصفتها المجموعة الأكثر تأثراً بآثار تغير المناخ، فإن النساء يشكلن جزءًا مهمًا من الحل. اقتحمت المزيد من النساء قطاع الطاقة المستدامة في الأردن، حيث يقدن الجهود ضد تغير المناخ من خلال التكيف والتخفيف والاستجابة المبنية على الأدلة.
بسمة الشطي، رئيسة قسم المسؤوليات الاجتماعية للشركات في صندوق الأردن لتشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة، هي واحدة من هؤلاء النساء.
كمهندسة مؤهلة، لم تظن بسمة يومًا أنها ستقود جهود الحكومة في مجال الطاقة المستدامة. من بلدة دير علا في الشرق الأدنى في محافظة البلقاء، بدأت بسمة رحلتها لقيادة العمل المناخي لقطاع الطاقة في وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
قبل انضمامها إلى الوزارة حصلت بسمة، وهي أم لطفلين، على منحة لدراسة الهندسة في الجامعة الأردنية.
تقول بسمة: "في ذلك الوقت، كان من الضروري بالنسبة لي العمل بجد والحصول على منحة دراسية لنيل درجة البكالوريوس. شغفي بالعمل في الميكانيكا والإنتاج والطاقة كان مساري المستقبلي، وأردت تحقيق ذلك".
أما اليوم، فتقود بسمة قسمًا مهمًا في صندوق الأردن لتشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة والذي يعمل كنقطة اتصال مع المجتمع المحلي. يقود الصندوق الجهود الوطنية لتحسين استهلاك الطاقة من خلال تمويل الحلول المستدامة التي تعزز كفاءة الطاقة وتزيد من استخدام الطاقة المتجددة. يعمل الصندوق بتنسيق وثيق مع المؤسسات وأصحاب المصلحة المحليين والدوليين.
يُعد قطاع الطاقة أحد المساهمين الرئيسيين في تغير المناخ على مستوى العالم، والمصدر الأساسي لانبعاثات الكربون في الأردن، حيث ساهم بأكثر من 76٪ من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في عام 2016.
غالبًا ما تكون المناطق الريفية هي الأكثر تضررًا من تغير المناخ. يعمل القسم الذي تقوده بسمة بشكل وثيق مع المجتمعات الريفية لاستكشاف طرق تقليل استهلاك الطاقة، بما في ذلك من خلال تركيب الألواح الشمسية.
تقود بسمة أيضًا مشروعًا آخر في عمان، يركز على استهلاك الطاقة في قطاع الرعاية الصحية. تحت قيادة بسمة، قام صندوق الأردن لتشجيع الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة بتزويد مرافق الرعاية الصحية هذه بوسائل مستدامة للتبريد والتدفئة مثل الأنظمة الكهروضوئية التي تحول الطاقة الشمسية إلى كهرباء متجددة.
تفخر بسمة بالعمل الذي تقوم به مع فريقها لزيادة استهلاك الطاقة المستدامة في جميع أنحاء الأردن.
تختم قائلة: "أرغب في أن ينظر الناس إليّ كمهندسة مؤهلة في قطاع الطاقة، وخبيرة في هذا المجال".
اقرأ قصة بسمة الكاملة كما نُشرت في الأصل على موقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
المحافظة على المياه
سماهر: "على الجميع التعاون لتوفير المياه".

تعيش اللاجئة السورية سماهر في مخيم الزعتري في الأردن، وتدرك جيدًا أهمية المحافظة على المياه. وتعتقد أنه يجب على الجميع العمل معًا والتعاون لتوفير المياه.
تستخدم سماهر حوضًا بلاستيكيًا لتوفير المياه للزراعة. تمتلئ حديقتها بالخضار والنباتات المزدهرة.
تشرح سماهر: "أي كمية مياه توفرها تكون مفيدة. لا تضر مياه المخلفات المنزلية النباتات. طالما أن المياه نظيفة، فلا يمكن أن تتسبب في أي ضرر. كمية قليلة من المياه تصنع العجائب".
"نوفر المياه من أجل التصدي لتغير المناخ والظروف القاسية هنا في المخيم."
تستند هذه المقالة إلى قصة نُشرت في الأصل على موقع الأمم المتحدة في الأردن. الدعم التحريري قدّمه مكتب التنسيق الإنمائي التابع للأمم المتحدة.
لمعرفة المزيد حول نتائج عملنا في هذا المجال ومجالات أخرى، يرجى الاطلاع على تقرير رئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة حول مكتب التنسيق الإنمائي.



