رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، بإعلان هدنة إنسانية لأجل غير مسمى في إثيوبيا، تدخل حيّز التنفيذ على الفور، وكذلك وقف الأعمال العدائية في تيغراي.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، قال الناطق الرسمي، ستيفان دوجاريك، إن الأمين العام رحب بإعلان حكومة إثيوبيا عن الهدنة الإنسانية، وبالتزام السلطات في تيغراي بوقف الأعمال العدائية يدخل حيّز التنفيذ على الفور.
وأضاف أن الصراع في إثيوبيا تسبب بمعاناة رهيبة لملايين الأشخاص في جميع أنحاء أفار وأمهرة وتيغراي وبني شنقول-غوموز وأوروميا.
"تطورات إيجابية"
وحث الأمين العام على ترجمة "هذه التطورات الإيجابية" الآن إلى تحسينات فورية على الأرض.
اندلع الصراع في تيغراي في نوفمبر 2020 بين القوات الفيدرالية والقوات الموالية للجبهة الشعبسة لتحرير تيغراي. امتدت الحرب إلى مناطق أمهرة وعفر المجاورة، ما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين، وتشريد الملايين عبر شمال إثيوبيا، وإلى السودان.
وقالت ميشيل باشليت، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن جميع أطراف النزاع مسؤولون عن انتهاكات جسيمة متعددة لحقوق الإنسان.
ولم تتلق المنطقة الشمالية أي معونات من طريق البر منذ ديسمبر الماضي بسبب القتال المستمر. وأعلنت الحكومة الإثيوبية وقف الأعمال العدائية يوم الخميس، قائلة إنها ستسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين المنكوبين.
وبعد ساعات، أصدرت سلطات تيغراي بيانًا قالت فيه إنها ستبذل قصارى جهدها لإنجاح وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
إمدادات المعونة الأساسية
أفاد العاملون في المجال الإنساني في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأن العديد من أنشطة المعونة لا تزال محدودة أو معلقة في تيغراي، حيث تلقى أقل من 7000 شخص مساعدات غذائية - وهو رقم ضئيل للغاية من أصل 870.000 شخص يحاول موظفو الأمم المتحدة مساعدتهم كل أسبوع.
يحذر الشركاء في المجال الإنساني من أن أقل من 10% من الكمية المطلوبة من البذور وصلت إلى منطقة تيغراي قبل بدء موسم الزراعة الذي يفصلنا عنه شهر واحد فقط.
استمر إرسال بعض الإمدادات الطبية والتغذوية إلى عاصمة تيغراي، ميكيلي، في الأشهر الأخيرة. وفي منطقة عفار المجاورة، لا يزال هناك حوالي 200000 رجل وامرأة وطفل ممن نزحوا بسبب القتال في مناطق لا تستطيع الأمم المتحدة وشركاؤها الوصول إليها من جراء المشاكل الأمنية المستمرة.
وقد ذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن أكثر من 112 ألف شخص تلقوا مساعدات غذائية في الأجزاء التي يمكن الوصول إليها من عفار منذ أواخر فبراير.
اتخاذ "الخطوات الضرورية" لتثبيت وقف دائم لإطلاق النار
وأوضح دوجاريك أن الأمين العام يكرر دعوته لاستعادة الخدمات العامة في تيغراي، بما في ذلك الأعمال المصرفية والكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية، ويدعو جميع الأطراف إلى تمكين وتسهيل – بشكل استباقي – إيصال المساعدة الإنسانية التي تمس الحاجة إليها في جميع المناطق المتضررة.
وحث الأمين العام جميع الأطراف في هذا الصراع على البناء على هذا التطور المشجّع لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو وقف إطلاق النار على المدى الطويل.
تم نشر جزء من هذا المقال في الأصل على موقع أخبار الأمم المتحدة.