بناء مستقبل أكثر مرونة بعد الزلزال في هايتي

صف من النساء يحملن الصخور بأيديهن وعلى رؤوسهن أثناء نزولهن إلى واد على جانب تل في جنوب هايتي. تجلب هؤلاء النساء الصخور من أجل بناء حواجز من شأنها إبطاء تدفق المياه عبر هذا الوادي الأخضر ومنع انجراف الأراضي التي تُعتبر أساسية لهذا المجتمع الزراعي الريفي.
يتألف فريق العمل هذا من النساء والرجال من المجتمعات الضعيفة في إحدى المقاطعات الثلاث في شبه الجزيرة الجنوبية لهايتي التي ضربها زلزال مدمر بلغت قوته 7.2 درجات في 14 أغسطس 2021. وقد لقي أكثر من 2200 شخص مصرعهم في هذه الكارثة ودُمر وتضرر أكثر من 137000 منزل فضلًا عن المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية للنقل، بما في ذلك الطرق والجسور.
في أسفل الوادي، يعمل فريق آخر من حوالي 36 شخصًا بجدّ لتطهير الطريق كجزء من برنامج إعادة التأهيل. يتقاضى العمال رواتبهم التي تبلغ حوالي 500 غورد هايتي (حوالي 5 دولارات) مقابل 4-5 ساعات عمل في اليوم، على أن تستغرق العملية 20 يوم عمل.

يقول تيسي ميدغون: "يساعدني المال الذي أكسبه على دفع تكاليف الطعام والمدرسة والاحتياجات المنزلية الأخرى. فقدت العديد من العائلات مصدر رزقها بسبب الزلزال، لذا يساعدنا هذا العمل على الصمود".
يدعم برنامج الأغذية العالمي أعمال إعادة التأهيل على جانب طريق التل والوادي، كجزء من جهود الحكومة الهايتية لتحسين قدرة الأشخاص المستضعفين الذين تهددهم الكوارث الطبيعية على الصمود. يتلقى العديد من هؤلاء الأشخاص أيضًا الدعم لتحسين أنشطة إنتاج الغذاء وتغذيتهم.
هناك 16 فريقًا مماثلًا في المنطقة المجاورة والعديد من الفرق الأخرى عبر شبه الجزيرة الجنوبية لهايتي، حيث تسبب الزلزال في معظم الأضرار.
توضح صوفيا توسان من برنامج الأغذية العالمي أن "الأموال التي جناها الناس مهمة على المدى القصير ليتمكنوا من تجاوز الفترة الصعبة التي تلت الزلزال، لكنها ضرورية أيضًا لمستقبلهم على المدى الطويل. إن حماية سفوح التلال توقف تعرية التربة وتقلل من احتمالية خسارة المزارعين محاصيلهم بسبب الكوارث الطبيعية". وتضيف إن "وجود طريق جيد يسمح بإرسال المنتجات إلى السوق بسهولة أكبر، ويسمح أيضًا بإيصال المساعدات بشكل أكثر فعالية، ويمكّن الأشخاص من الوصول إلى المستشفى في حال وقوع زلزال آخر".
يقول جيري تشاندلر، المدير العام لوكالة الحماية المدنية في هايتي: "لقد عملنا بشكل وثيق مع شركائنا الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة لضمان أن تكون استجابتنا للكوارث أقوى. لذلك، نحن نخطط لاحتمال حدوث كارثة أخرى ولكننا نضمن أيضًا التخفيف من تأثيرها".
بعد مرور عام على وقوع الزلزال، تواصل الأمم المتحدة دعم المجتمعات المحلية في المقاطعات الثلاث الأكثر تضرراً، غراند آنس ونيبس وساد. لقد فر حوالي 26200 شخص من منازلهم غير الصالحة للسكن وتم إيواء معظمهم في 85 موقع نزوح موقت.

عاد غالبية الناس إلى ديارهم، بما في ذلك روزلين جانتين وأبناؤها الثلاثة. انهار سقف منزلها الصغير في بلدة لوران، خارج مدينة ليس كاي، بسبب الزلزال ما أدى إلى إصابة ساق ابنها الأكبر، لكن الجدران بقيت صامدة. تشجعت روزلين على العودة إلى ديارها بفضل مجموعة أطقم معدات البناء التي قدمتها المنظمة الدولية للهجرة.
تقول: "لقد بعت ماعزتي لكي أدفع لنجارَين قاما بتركيب سقفي الجديد. ما زلت أشعر بالذعر عندما أسمع صوتًا قويًا لاعتقادي بأنه قد يكون زلزالًا آخر، لكنني أعلم أن هذا السقف صلب وسيحميني وعائلتي من سوء الأحوال الجوية".
قامت المنظمة الدولية للهجرة بتوزيع حوالي 100 مجموعة أطقم في لوران، والتي تشمل كل ما تحتاجه الأسرة لبناء سقف: خشب، صفائح قصدير، مسامير وغيرها. في المجموع، تم توزيع حوالي 500 مجموعة أطقم على الأسر الأكثر ضعفًا في كل أنحاء المنطقة المتضررة من الزلزال.

يوضح جان غاردي سانت جوست من المنظمة الدولية للهجرة أن "هذه الأسقف ضرورية ليس فقط لأنها توفر المأوى، ولكن أيضًا لأنها تسمح لأفراد العائلات باتخاذ قراراتهم الخاصة حول كيفية إصلاح منازلهم وبالتالي إعادة بناء حياتهم. ومن هذا المنطلق، فإنهم يعززون قدرتهم على الصمود في مواجهة الكوارث المستقبلية عبر القليل من الدعم المقدم من المنظمة الدولية للهجرة".
نظرًا لإعادة بناء المنازل سقفًا تلو الآخر وإصلاح الطرق حجرًا بحجر، لا تزال وكالات الأمم المتحدة تعمل حاليًا في الأقسام الثلاثة التي توفر الخدمات الحيوية، ولكنها تفسح أيضًا المجال للمجتمعات لاتخاذ قرارات حول أفضل السبل لحماية سكانها في حال حدوث زلزال آخر.
كتب هذه القصة دانيال ديكنسون، منسق الاتصالات في مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في هايتي.
لمعرفة المزيد حول عمل الأمم المتحدة في هايتي، قم بزيارة: Haiti.UN.org.