العمل التطوعي في إندونيسيا: عيش حياة في خدمة الآخرين

يتم الاحتفال باليوم الدولي لنيلسون مانديلا من كل عام في 18 يوليو تقديراً لإسهام الرئيس السابق لجنوب أفريقيا في إرساء ثقافة السلام والحرية وتفانيه في خدمة الإنسانية. إن أهمية هذا اليوم لا تقتصر على التأمل في التزام نيلسون مانديلا بتعزيز حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية، ولكن أيضًا على تذكيرنا بأننا جميعًا يمكننا ويجب علينا تغيير العالم نحو الأفضل. يُعدّ العمل التطوعي جزءًا مهمًا من خلق مستقبل أكثر اتسامًا بالمساواة والشمول للمجتمعات في جميع أنحاء العالم. بينما نستعد للاحتفال بإرث نيلسون مانديلا، نسلط الضوء على قصة متطوعة مندفعة شابة من اليونيسف في إندونيسيا تحمل في قلبها روح التطوع والمبادرة.
في أحد أيام الصيف الحارة والرطبة في عام 2019، كانت زوي ريمبا تقف أمام مقر اليونيسف في نيويورك. كانت قد أكملت لتوها دراستها في مجال التنمية الدولية والمجتمعية، وتخطط للعودة إلى إندونيسيا. في تلك اللحظة، كانت تفكر في شرف العمل في منظمة تدافع عن حقوق الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم.
كانت زوي طموحة ومثالية ومتشوقة لتطبيق المعرفة التي اكتسبتها لما فيه مصلحة الآخرين. لكنها كانت أيضًا قلقة بشأن مستقبلها الغامض. هل يمكن أن تكون حقًا جزءًا من الحل؟ كيف كانت ستطبق أفكارها وطموحاتها على أرض الواقع؟ على الرغم من أنها لم تكن تملك جميع الإجابات، إلا أنها كانت تعلم أنها تريد أن تحقق شيئًا ذا مغزى للنساء والأطفال الذين يعيشون في المناطق النائية والمحرومة من الخدمات في إندونيسيا.
بعد ذلك بعامين، وجدت زوي نفسها تعمل كمتطوعة في الأمم المتحدة مع منظمة اليونيسف في إندونيسيا، حيث ساعدت في تقديم الدعم لبعض المقاطعات الـ11 التي لا تزال تعتبرها الحكومة الإندونيسية "مناطق محرومة".
بالتعاون مع حكومة إندونيسيا، يعالج فريق الأمم المتحدة القُطري في إندونيسيا، والذي يضم اليونيسف و21 كيانًا آخر من كيانات الأمم المتحدة، أربعة مجالات رئيسية على النحو المبين في اتفاقية إطار التعاون من أجل التنمية المستدامة للفترة 2021-2025، وهي: (1) التنمية البشرية الشاملة، (2) التحول الاقتصادي، (3) التنمية الخضراء وتغير المناخ والكوارث الطبيعية، و(4) الابتكار لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
تعمل زوي كموظفة مسؤولة عن التخطيط دون الوطني، ويتمثل دورها الأساسي في دعم برامج اليونيسف للأطفال في إندونيسيا في مجال التخطيط والميزنة في المناطق الحضرية ودون الوطنية.
تشرح زوي قائلة: "نحن بحاجة إلى تطوير الهياكل والنظم من أجل ضمان المشاركة المستدامة للأطفال والشباب في رسم السياسات العامة وعمليات صنع القرار. يكمن الهدف الرئيسي في التأثير على سياسات الحكومة الوطنية في التخطيط والميزنة لتعكس أصوات واحتياجات وحقوق الأطفال".
إن هذا النهج لتطوير البرامج الحضرية للأطفال ذو شقين. أولاً، يعمل فريق زوي على تعزيز أنظمة التخطيط والميزنة الحكومية من خلال توليد الأدلة وأنشطة بناء القدرات والمناصرة. ثانيًا، يعمل الفريق أيضًا بشكل مباشر مع الأطفال والمراهقين والشباب لزيادة مشاركتهم في صياغة السياسات العامة وعملية صنع القرار من خلال منتديات المشاركة مثل Musrenbang (المشاركة العامة في التخطيط والميزانية) وForum Anak (منتدى الأطفال).

عام 2022 هو عام تاريخي لليونيسف في إندونيسيا التي تستعد للمشاركة في العديد من المناسبات العالمية. بما في ذلك رئاستها لمجموعة العشرين. زوي هي أحد أفراد الفريق الذي يساعد في تخطيط وتنسيق Urban 20 وهو منتدى يشجع على الحوار والنقاش بين مختلف دول ومدن مجموعة العشرين.
لقد ساعدت زوي الفريق المعني بالسياسة الاجتماعية في التحضير لحلقة دراسية شبكية حول "إطار مشترك: نحو مدن صديقة للأطفال وسط جائحة كوفيد-19 وأزمة المناخ وتزايد اللامساواة الهيكلية". ساهمت زوي في صياغة المذكرة المفاهيمية والاختصاصات، وإعداد ملخص الندوة، وصولًا إلى التنسيق مع الجهة المنظمة للفعالية. كما طُلب منها تمثيل اليونيسف في إندونيسيا كأحد المتحدثين في جلسة تطرقت لموضوع "الأطفال في المناطق الحضرية في إندونيسيا" بحضور أكثر من 300 شخص.
بعد أكثر من عام من الخدمة مع اليونيسف في إندونيسيا، زوي متفائلة جدًا بشأن مستقبل المدن في جميع أنحاء العالم. كما تشعر بسعادة لأن اليونيسف في إندونيسيا يدرك جيدًا أهمية العمل مع الأطفال ومن أجلهم، لا سيما في مواجهة جائحة عالمية وأزمة مناخ وتفاوتات هيكلية متزايدة.
هناك قول مأثور باللغة الإنكليزية مفاده بأن تربية طفل تتطلب قرية بأكملها. وينطبق الشيء نفسه على إنشاء مدن شاملة ومستدامة تناسب جميع الأطفال بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية. يحتاج ذلك إلى اتباع نهج إشراك المجتمع بأسره، بحيث يلعب الجميع دورًا. لهذا السبب تركز زوي على أهمية استمرار روح العمل التطوعي.
"التطوع بالنسبة لي يعني عيش حياة في خدمة الآخرين. يعني أيضًا أن تضع نفسك في مكان الشخص الآخر. آمل أن ينضم إلينا المزيد من المتطوعين من جميع أنحاء إندونيسيا وحول العالم لأننا نخدم بلدنا والمجتمع العالمي كصانعي تغيير، ونحقق نتائج تستمر لأجيال مقبلة".
تم تكييف هذه المقالة استنادًا إلى قصة تم نشرها في الأصل على موقع الأمم المتحدة في إندونيسيا. لمعرفة المزيد حول عمل الأمم المتحدة في إندونيسيا، قم بزيارة: Indonesia.UN.org.



