"لا يمكننا غض الطرف عن العنف": منع العنف ضد النساء في أوزبكستان من خلال الدعوة والعمل التطوعي

لمدة 16 يومًا من كل عام، بدءًا من 25 نوفمبر، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وحتى 10 ديسمبر، يوم حقوق الإنسان، تجتمع الأمم المتحدة مع الشركاء الدوليين ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات في جميع أنحاء العالم للانضمام إلى حملة الأيام الـ16 لمنع العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه.
احتفالًا بحملة هذا العام وبهدف زيادة الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في أوزبكستان، أجرى فريق الأمم المتحدة القطري مقابلة مع الناشطة المحلية والأستاذة الجامعية كامولا ألييفا، التي قامت، بعد تدريس القانون لأكثر من 10 سنوات، بتأسيس مجموعة طلابية تطوعية شعبية للمساعدة في التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي في مجتمعها.
تضج ممرات جامعة ولاية طشقند للقانون بالحياة كالعادة. ولكن بمجرد أن تعلن إذاعة الجامعة أن الفصول الدراسية على وشك البدء، يتغير المشهد كليًا. لقد هدأت الضوضاء وسارع الطلاب نحو قاعة المحاضرات، حيث توشك الأستاذة المساعدة كامولا ألييفا أن تبدأ محاضرتها الصباحية حول القانون الدستوري.
تدرّس كامولا في هذه الجامعة منذ أكثر من عقد بالفعل. لا يقتصر التدريس بالنسبة لها على تدريب المحامين الأوزبكيين المستقبليين فحسب، بل يمنحها أيضًا الفرصة للقاء أشخاص مختلفين والتفاعل معهم وإجراء أبحاثها.
تقول كامولا: "إلى جانب التدريس، كنت أجري أبحاثًا في موضوعات مثل العنف ضد المرأة، والعنف المنزلي، والتحرش في مكان العمل. أقوم بذلك منذ سنوات عدة. كما أنني أشارك أفكاري بشكل مستمر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام. النقطة الأهم بالنسبة لي هي التحدث بصراحة عن مشكلة العنف والتنميط الجنساني التي تعزز ثقافة العنف. نعم، العنف القائم على النوع الاجتماعي موجود للأسف، ولا يمكننا غض الطرف عنه".
أقوى معًا
منذ أكثر من عام بقليل، أسست كامولا مجموعة طلابية تطوعية. من أجل المساعدة في مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتنميط الجنساني الضار، أنتج الطلاب سلسلة من مقاطع الفيديو القصيرة، قاموا بنشرها لاحقًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاعل عدد كبير من الأشخاص مع أحد مقاطع الفيديو، الذي صوّر مشهدًا لامرأة تتعرض للتحرش في أحد شوارع طشقند المزدحمة ووثق ردود فعل المشاهدين. شاهد المقطع أكثر من 800000 شخص وأثار نقاشًا ساخنًا في قسم التعليقات. نتيجة لذلك، يعمل الفريق حاليًا بنشاط على نشر محتويات جديدة.
تقول كامولا: "لا يمكننا القضاء تمامًا على العنف وعدم المساواة، ولكن يمكننا - ويجب علينا - تغيير موقف الناس تجاهه. على سبيل المثال، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعتبرون أن العنف المنزلي مشكلة اجتماعية، زاد احتمال أن يكونوا هم والمجتمع ككل على استعداد للوصول إلى جذور المشكلة.
من المهم القيام بعمل تربوي ودعوي، ومن الضروري إشراك الشباب فيه. لقد قمت بتأسيس مجموعة المتطوعين واضعة هذه الفكرة في الاعتبار، والآن أرى أن المزيد والمزيد من الطلاب على استعداد للانضمام إلينا. ففي نهاية المطاف، معًا نصبح أقوى".
وفقًا لوزارة الداخلية الأوزبكية، تلقت 32783 امرأة وفتاة ممن تعرضن للتحرش والعنف أوامر حماية حتى أكتوبر 2022.
تضيف كامولا: "غالبًا ما أتلقى رسائل من نساء وفتيات من مناطق مختلفة من أوزبكستان. يطلبنَ مني المساعدة ويرسلن إثباتات بالصور والفيديو عن تعرضهن لسوء المعاملة. في حال لم أتمكن من مساعدتهن، أعيد توجيه مناشداتهن إلى السلطات. إنه لمن المحزن أن تقرأ هذه الرسائل وأن ترى النساء والفتيات يتألمن. كما تعلم، يبدو الأمر كما لو أنني أشاركهن الألم. لدينا هنا قول مأثور - "لا يوجد شيء مثل ألم شخص آخر". وأنا أؤمن بذلك أيضًا".
"بارقة أمل لشخص ما"، أو "هل عليّ حقًا القيام بذلك؟"
في عام 2021، أجرت كامولا مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الأكثر شعبية في أوزبكستان، حيث استغربت كيف أن المجتمع لا يزال يعتبر العنف ضد المرأة مسألة عائلية خاصة. وقد شرحت الأسباب الكامنة وراء أهمية تغيير هذا الموقف.
"بعد انتهاء المقابلة، تعرضت لانتقادات وإهانات وتهديدات. كان هذا أمرًا مزعجًا للغاية وصعبًا من الناحية النفسية بالنسبة لي. حتى أنني سألت نفسي: هل عليّ حقًا القيام بذلك؟ ففي نهاية المطاف، كانت سلامتي العقلية والجسدية على المحك".

أظهر العديد من أصدقاء وزملاء كامولا دعمهم لجهود المناصرة التي تقوم بها وشجعوها على الاستمرار. ولكن كان هناك أيضًا من حاول إقناعها بالتخلي عن كل شيء.
"حتى عام 2016 تقريبًا، لم أكن أعتقد أبدًا أننا نواجه مشكلة مع العنف المنزلي. والسبب في ذبك يعود إلى عدم ذكر بعض المسائل الحديث عنها في أي مكان بما في ذلك المساواة بين الجنسين أو العنف المنزلي. نشأنا في مجتمع يُنظر فيه إلى العنف المنزلي على أنه مسألة عائلية خاصة. لقد فرض الضغط الاجتماعي علينا أن نبقى وديعين ومتواضعين، وفي النهاية توقفنا عن المقاومة".
على الرغم من العديد من العقبات، تمكنت كامولا من الحفاظ على عزمها ومواصلة القتال.
"استعدت عزيمتي عندما أدركت كم عدد الأشخاص الذين يمكنني تثقيفهم والمساعدة في الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي. ولكن اللحظة الأكثر إثارة كانت عندما تلقيت رسالة من امرأة كتبت قائلة: قد تكونين بصيص الأمل الوحيد لشخص ما في الظلام، أرجوك لا تستسلمي".
16 يومًا والعد مستمر
في 25 نوفمبر من كل عام، تنطلق حملة "16 يومًا من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي" في جميع أنحاء العالم. بالنسبة لكامولا ألييفا، تمثل هذه الأيام الستة عشر فرصة مهمة لتسليط الضوء على قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي في مجتمعها، وحشد العمل والدعم لإنهاء جميع أشكال العنف في أوزبكستان.
يخطط فريق الأمم المتحدة في أوزبكستان هذا العام مع شركائه الوطنيين والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم عشرات الفعاليات والأنشطة لدعم هذه الحملة. تشمل الأحداث الرئيسية مناقشات بشأن تعزيز المساواة بين الجنسين (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي)، وإطلاق تقرير "المساواة بين الجنسين في مكان العمل" (صندوق الأمم المتحدة للسكان)، واحتفال بمناسبة الانتهاء من البرنامج التعليمي الذي يهدف إلى تجهيز الفتيات (بما في ذلك الفتيات ذوات الإعاقة) بالمهارات الرقمية (اليونيسف). من بين الفعاليات الأخرى المخطط لها سلسلة من الاجتماعات مع طلاب أكاديمية وزارة الشؤون الداخلية في أوزبكستان (مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة) ومناقشات حول استراتيجية المساواة بين الجنسين التي ستعتمدها اللجنة الحكومية للغابات في أوزبكستان (الفاو).
كتابة أنور مليبويف، مستشار لشؤون الإعلام في مكتب الإعلام التابع للأمم المتحدة في طشقند. قام فريق التحرير في مكتب التنسيق الإنمائي بالمساعدة في التحرير والترجمة.
لمعرفة المزيد عن الأمم المتحدة في أوزبكستان، قم بزيارة: Uzbekistan.un.org.