تعزيز الشراكات من أجل بناء أفريقيا مزدهرة ومستدامة: نائبة الأمين العام تدعو إلى تجديد الالتزام وتسريع العمل على نطاق واسع
29 أغسطس 2022
التسمية التوضيحية: تتحدث نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد في حفل افتتاح مؤتمر طوكيو الدولي الثامن المعني بالتنمية في أفريقيا (تيكاد-8)، الذي عقد في العاصمة التونسية يومي 27 و28 أغسطس 2022.
زارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد تونس من 26 إلى 28 أغسطس لحضور مؤتمر طوكيو الدولي الثامن المعني بالتنمية في أفريقيا (تيكاد-8)، وهو منتدى اشتركت في تنظيمه الحكومتان التونسية واليابانية والأمم المتحدة وشركاء آخرون، واستضاف حوالي 30 من رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
منتدى شامل لإعادة تعريف مفهوم الأمن البشري وإعادة تصور المستقبل الذي تصبو إليه أفريقيا
متحدثة في خلال المؤتمر، حثت نائبة الأمين العام أصحاب المصلحة على اتخاذ إجراءات جماعية أكثر طموحًا لمعالجة الآثار المتتالية للأزمات المتعددة التي تؤثر على أفريقيا بما في ذلك جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا وحالة الطوارئ المناخية والأزمة المالية، والتي سيؤدي تراكمها إلى عرقلة الجهود المبذولة لضمان حصول الجميع على الطاقة، وضمان الأمن الغذائي والتغذوي، والانتقال إلى إنتاج الطاقة المتجددة، وتعبئة الاستثمارات التي تشتد الحاجة إليها لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة.
وقالت: "يجب أن تترجم الشراكة المنبثقة من المؤتمر إلى التزامات ملموسة لمساعدة البلدان الأفريقية على تحقيق خطة 2030 وخطة 2063". وأضافت: "يأتي هذا المؤتمر في وقت يتعين علينا فيه بشكل عاجل تعزيز شراكتنا من أجل بناء أفريقيا مزدهرة ومستدامة لا يتخلف فيها أحد عن الركب".
كما شدد الرئيس التونسي قيس سعيد من جهته على ضرورة تهيئة الظروف التي ستمكن البلدان الأفريقية من جذب المستثمرين وتحفيز خلق فرص العمل وزيادة الثروة، وبالتالي معالجة مستويات الفقر المرتفعة وعدم المساواة الاجتماعية.
التسمية التوضيحية: التقت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد (في الوسط) يرافقها مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر (إلى اليسار) والمنسق المقيم للأمم المتحدة في تونس آرنو بيرال (الثاني من اليسار)، الرئيس التونسي قيس سعيد (إلى اليمين) على هامش مؤتمر طوكيو الدولي الثامن المعني بالتنمية في أفريقيا (تيكاد-8) الذي عقد في العاصمة التونسية يومي 27 و28 أغسطس 2022.
وأضاف: "نعترف بالماضي، لكننا نقرب المستقبل بأحلام جديدة وأفكار جديدة وأدوات جديدة. لقد دخلنا حقبة جديدة ونحتاج إلى مقاربة هذا العصر بطريقة جديدة في التفكير. نحن بحاجة إلى إعادة تعريف مفاهيمنا والتخلي عن تلك التي كانت سائدة لعقود وحتى قرون".
كما أكد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، مخاطبًا المشاركين في المنتدى من بُعد، التزام بلاده بتطوير رأس المال البشري في أفريقيا من خلال تحقيق استثمارات عالية الجودة في الاقتصاد الأخضر.
وقال: "تولي اليابان أهمية لتعزيز حيوية السكان الذين يدعمون مستقبل أفريقيا، وخلق بيئة معيشية آمنة، حيث يمكن للناس إطلاق العنان لطاقاتهم بشكل كامل، والحفاظ على السلام والاستقرار حتى لا تتعرض مصادر رزقهم للخطر".
على هامش المنتدى، التقت السيدة محمد يرافقها مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر والمنسق المقيم للأمم المتحدة في تونس آرنو بيرال، الرئيس التونسي الذي أقر بأهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة بصفتها "دولًا تعمل سويًا" لمواجهة التحديات.
كما التقت أيضًا رئيسة الوزراء التونسية السيدة نجلاء بودن، وهي أول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في تونس والعالم العربي، حيث أكدت الحاجة إلى تعزيز الشراكات لبناء مستقبل أفريقيا من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وإكساب العمال مهارات جديدة وتجنب هجرة الشباب.
تنفيذ المبدأ الأساسي المتمثل في "عدم ترك أحد خلف الركب"
أشادت السيدة محمد بالجهود التي تبذلها تونس لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي، وقد اغتنمت فرصة وجودها على الأرض لزيارة ملجأ يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان ويستضيف الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي وأطفالهن: "مركز 13 أغسطس" - وهو أول مرفق من نوعه في تونس، وتشير تسميته إلى تاريخ إنشاء "مجلة الأحوال الشخصية"، وهي مجموعة من القوانين التي تم سنها في 13 أغسطس 1956 والتي تمنح المرأة التونسية حقوقًا غير مسبوقة لا تزال فريدة من نوعها في العالم العربي الإسلامي حتى يومنا هذا.
التسمية التوضيحية: على هامش مؤتمر تيكاد-8، تحدثت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد إلى رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية السيدة راضية الجربي ومديرة "مركز 13 أغسطس"، وكذلك الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي اللواتي يستضيفهن المركز.
وتحدثت نائبة الأمين العام مع النساء الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي اللواتي شاركن قصصهن وأعربن عن امتنانهن للدعم النفسي والاجتماعي والقانوني الذي قدمه لهن الموظفون من أجل مساعدتهن على تجاوز الصدمات التي يتعرضن لها وتمكينهن.
كما هنأت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية السيدة راضية الجربي على إنشاء المركز وعلى جودة خدماته وبنيته التحتية. بالإضافة إلى توفير مكان للإقامة، يقدّم المركز التدريب للمستفيدات ويوفر لهن مساحة للإبداع الفني والثقافي من أجل مساعدتهن على التعافي والاستقلال.
الطريق إلى الأمام لبناء المرونة والاستدامة في مرحلة ما بعد كوفيد-19 في أفريقيا
والتقت السيدة محمد مسؤولين آخرين رفيعي المستوى، بمن فيهم رئيس الاتحاد الأفريقي، ووزير خارجية اليابان، ورئيس السنغال، ورئيس وزراء الصومال، ووزير خارجية موريشيوس، وغيرهم.
وأقرّت باستمرار وجود ثغرات في تقديم الخدمات العامة الأساسية للجميع، ولكنها أكدت أن الأمم المتحدة ستواصل مواكبة أفريقيا في رحلتها نحو تحقيق مستقبل أفضل حيث لا يتخلف أحد عن الركب.
ورحبت السيدة محمد باعتماد المشاركين في مؤتمر تيكاد-8 "إعلان تونس"، وهو وثيقة ستشكل مرجعية لتعزيز مستقبل مزدهر ومرن ومستدام لأفريقيا بعد الجائحة.
وقالت: "نحن بحاجة إلى تحول في النظرة إلى أفريقيا"، مشددة على أن للقارة الحق في التمتع بنفس الحقوق والمكانة مثل أي منطقة أخرى وأن تصبح لاعبًا اقتصاديًا وسياسيًا رئيسيًا على المسرح العالمي تذكيرًا بمال قاله نيلسون مانديلا: يبدو الأمر دائمًا مستحيلًا إلى أن يتحقق".
التسمية التوضيحية: اغتنمت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة ج. محمد ، فرصة حضور مؤتمر تيكاد-8 في العاصمة التونسية لزيارة العاصمة البونيقية ذات الشهرة العالمية في قرطاج، في ضواحي العاصمة، حيث زارت موقع مسجد مالك بن أنس بالقرب من كنيسة داموس الكريطة، وتعرفت إلى لمحة عن تاريخ تونس الغني كملتقى للحضارات.